يُعد يوم النفر الأول من الأيام المباركة في موسم الحج، ويصادف اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، أي ثاني أيام التشريق. وفي هذا اليوم، يكون الحاج قد أتم معظم مناسك الحج، ويُخيّر فيه بين أمرين: إما أن يتعجل ويغادر منى قبل غروب الشمس، أو أن يبقى حتى اليوم التالي، وهو ما يُعرف بـ يوم النفر الثاني.
وقد جاء ذكر هذا التخيير في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:
“فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى”
(سورة البقرة: 203)
أعمال الحاج في يوم النفر الأول:
1. رمي الجمرات الثلاث: الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى، كل واحدة بسبع حصيات.
2. بعد الرمي، من أراد التعجل يتهيأ للخروج من منى قبل غروب الشمس.
3. إن غربت عليه الشمس وهو لم يغادر منى، وجب عليه البقاء ليوم إضافي، فيرمي الجمرات في اليوم التالي.
الحكمة من هذا اليوم:
• يعلّم الحاج النظام والانضباط في أداء المناسك.
• فيه تخفيف ورحمة من الله لعباده؛ فمن كان متعجلاً لحاجة أو ظرف، أُبيح له المغادرة بلا إثم.
• فرصة للعبد أن يتأمل في طاعته ويختم حجه بذكر واستغفار.
يوم النفر الأول ليس مجرد يوم للمغادرة، بل هو لحظة للتأمل في ختام رحلة إيمانية عظيمة، خرج فيها الحاج من دنياه إلى الله، وعاد بقلب أنقى وروح أصفى.