يُعد يوم عرفة من أعظم أيام الله، ففيه يقف الحُجّاج على جبل الرحمة، خاشعين متضرعين، يطلبون المغفرة والرحمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، ويُعتبر من أفضل الأيام عند المسلمين.
ومن أعظم ما حدث في هذا اليوم المبارك أن الله تعالى أنزل فيه قوله:
﴿اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينًا﴾
[سورة المائدة: 3]
جاءت هذه الآية لتُعلن للبشرية جمعاء أن الإسلام قد اكتمل، وأنه لم يعُد بحاجة إلى زيادة أو تعديل، فهو الدين الكامل الذي ارتضاه الله لعباده. وقد نزلت هذه الآية على النبي ﷺ وهو واقف بعرفة في حجة الوداع، فأدرك الصحابة عِظَم هذه اللحظة، حتى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ﷺ، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة”.
إن يوم عرفة ليس مجرد يوم من أيام الحج، بل هو محطة إيمانية عظيمة يتجدد فيها العهد مع الله، وتُغفر فيه الذنوب، وتُستجاب فيه الدعوات، ويُعتق فيه العباد من النار. فهنيئًا لمن اغتنمه بصيامٍ، ودعاء، وتوبةٍ صادقة.