ستتغير نظرتك للجن إلى الأبد

الجن مخلوقات مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولها عالم غيبي مستقل عن عالم البشر، لكنها تتقاطع معه في بعض الأحيان. إليك أهم ما يُعرف عنهم في الإسلام:

أصل الخَلْق:
• الجن خُلقوا من نار: كما قال الله تعالى: “وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ” [الرحمن:15]، أي من لهب النار.
• البشر خُلقوا من طين، والملائكة من نور، وهذا يُظهر اختلاف طبيعتهم.

صفاتهم:
• مخلوقات عاقلة مكلّفة بالعبادة مثل الإنسان: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” [الذاريات:56].
• لديهم حرية إرادة: فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، كما ورد في سورة الجن.
• يعيشون في عالمهم الخاص، لكنهم قادرون على التشكل والتلبس أحيانًا، ولهم قدرات على السرعة والتنقل.
• لا يُرَون بطبيعتهم: قال تعالى: “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم” [الأعراف:27].

أنواعهم:
• ورد في الحديث: “الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون” (رواه الطبراني).
• من الجن من يسمى بـ”الشياطين” وهم الكافرون منهم، وعلى رأسهم إبليس.
• “العفاريت” هم أقوى أنواع الجن.

المس والصرع:
• بعض العلماء يرون أن الجن يمكن أن يمس بالإنسان، وهناك دلائل شرعية تُؤخذ لتأييد هذا، مثل قوله تعالى: “الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس” [البقرة:275].

الجن المسلم والكافر:
• منهم الصالح ومنهم الطالح، كما جاء على لسانهم في سورة الجن: “وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا” [الجن:11].

أماكن سكناهم:
• يسكنون غالبًا في الأماكن المهجورة، الخرابات، الصحارى، ودورات المياه.
• لذلك يُستحب قول الأذكار عند دخول الأماكن المهجورة والحمام.

العلاقة مع الإنسان:
• يمكن أن يوسوسوا للإنسان، ويضلّوه عن العبادة، خاصة الشياطين.
• قراءة القرآن، خاصة آية الكرسي والمعوذات، تُحصّن المسلم من أذاهم.

الجن في القرآن

خلينا نأخذ الآيات التي ورد فيها ذكر الجن في سورة الجن، وسورة الرحمن، وسورة الأحقاف، وسورة الأعراف، ونشوف كيف وصفهم الله في كل موضع:

  1. سورة الجن (كاملة):

هذه السورة هي الأهم في وصف حال الجن، وتُظهر لنا أمور كثيرة عن طبيعتهم وإيمانهم وسلوكهم.

أبرز الأوصاف:
• سمعوا القرآن وتأثروا به:
“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا” [الجن:1]
→ كانوا منصتين للقرآن، ودهشةُ كلام الله دفعتهم للإيمان.
• آمنوا بالله بعد سماع القرآن:
“فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا” [الجن:2]
→ يدل على وجود الجن المؤمن.
• أقرّوا بجهل بعضهم عن الله:
“وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا” [الجن:4]
→ يُشير إلى أن بعض الجن كاذب على الله، مثل إبليس ومن تبعه.
• اعترفوا بأنهم أقسام: مؤمنون وكافرون:
“وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ…” [الجن:11]
• يعترفون بعجزهم عن الهرب من قدرة الله:
“وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا” [الجن:6]
→ كانوا يطلبون الحماية من الجن، فزادوهم رهقًا وخوفًا.

  1. سورة الرحمن:

في هذه السورة، ذُكر الجن بجانب الإنس في سياق الحديث عن نعم الله، وبيان أنهما مخلوقان مكلّفان.

أبرز الأوصاف:
• خُلقوا من النار:
“وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ” [الرحمن:15]
→ أصل خلقتهم هو لهب النار المختلط.
• يُسألون عن النعم مثل الإنس:
“فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” (مكررة كثيرًا، والمخاطب بها الإنس والجن معًا)
• الجن والإنس لا يستطيعون الخروج من ملكوت الله:
“يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا…” [الرحمن:33]
→ يظهر عجزهم أمام قدرة الله.

  1. سورة الأحقاف:

ذُكر الجن فيها مرة واحدة، لكن بشكل مهم:

أبرز الأوصاف:
• استماعهم للقرآن من النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرةً:
“وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ…” [الأحقاف:29]
→ استمعوا للقرآن باهتمام، ثم انصرفوا لقومهم يدعونهم.
• أصبحوا دُعاة بعد الإيمان:
“يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ…” [الأحقاف:31]
→ يدل على أنهم يحملون الدعوة والتبليغ مثل البشر.

  1. سورة الأعراف:

فيها ذكر غير مباشر للجن، لكنه يُظهر قدرتهم على رؤية البشر دون أن يُروا.

أبرز الأوصاف:
• إبليس وذريته (الجن) يرون الإنسان من حيث لا يراه:
“إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ” [الأعراف:27]
– يدل على أن الجن يروننا بينما لا نستطيع رؤيتهم بطبيعتنا.
• تحذير من اتباع خطوات الشيطان (من الجن):
الآيات كلها في سياق تحذير الإنسان من الانخداع بالشيطان وعداوته.

علاقة الجن بالسحر وثيقة، وبتظهر في القرآن والسنة، وهادي العلاقة بتقوم بشكل أساسي على التعاون بين الجن والسحرة لأذية الناس أو خداعهم. إليكم التفاصيل:

أولاً: الجن وسيلة أساسية في تنفيذ السحر
• الساحر ما بيقدر يعمل سحره إلا لما يتعامل مع الجن، وهذا غالباً بيكون عن طريق طقوس شركية وكفرية، مثل:
• إهانة القرآن.
• الذبح لغير الله.
• كتابة الطلاسم.
• السجود للشيطان.

هذا بيسمّوه “عقد بين الساحر والجن”؛ بيقدم الساحر طاعة للكافر من الجن، والجن بالمقابل يخدمه.

ثانيًا: الجن يُستخدم لأذية الناس
• الجن ممكن يدخلوا جسد الإنسان (تلبّس)، ويأذوه بأمر من الساحر.
• أشكال الأذى:
• مرض مفاجئ بدون سبب طبي.
• نفور بين الزوجين.
• أوهام وهلوسات.
• تعطيل الزواج أو الرزق.

وهذا النوع بيُعرف في القرآن باسم:

•   سحر التفريق: “فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ…” [البقرة:102]

ثالثًا: القرآن فضح علاقتهم في قصة هاروت وماروت
• الآية المشهورة:
“وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ…” [البقرة:102]
→ الشياطين (من الجن) هم اللي علّموا الناس السحر، مش النبي سليمان.

رابعًا: ليس كل الجن سحرة، لكن السحرة يتعاملون مع الشياطين منهم
• في جن مؤمن، ما بيقبل يتعامل مع السحر.
• اللي يتعاملوا مع السحرة هم غالبًا شياطين، وهم الجن الكافر.

كيف نتحصّن منهم؟
1. القرآن الكريم:
• سورة البقرة (تحرق السحر).
• آية الكرسي.
• المعوذات.
• سورة الفلق والناس.
2. الأذكار اليومية.
3. البعد عن المعاصي (لأنها تُضعف الحماية).
4. الرقية الشرعية في حال الشك بوجود سحر أو مس.

ونهايةً، فإن الجن من الثقلين مثلنا وستحاسب يوم القيامة على أعمالها. من هنا أرى أن نظرتي للجن تغيرت فهم ليسوا محصورون في إطار الأذى وحسب بل ممكن أن يكونوا مؤمنين ومنافسين لنا في الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top