دعونا نتفق أولًا أن كلمة “العالم” في السؤال يجب توضيحها وإعادة صياغتها. فالعالم يقسم إلى قسمين: حكومات وشعوب. ومما لا شك فيه أن جميع الشعوب تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وهذا واضح من خلال المظاهرات المناهضة لإسرائيل التي تملأ عواصم العالم. والمشكلة الثانية أيضًا هي أن كلمة “العالم” في سؤالي عامة جدًّا؛ فهناك عدة دول تعلي صوت الشعب الفلسطيني وبالتالي ليست مخلصة لإسرائيل.
حسنًا، دعونا الآن نبدأ بالإجابة عن السؤال بعد تصحيحه وهو (لماذا معظم الدول الغربية مخلصة إلى الآن لإسرائيل؟) والجواب هو أن معظم الدول الأوروبية وأمريكا تم تشكيل حكوماتها بدعم من “اللوبي الصهيوني”.
واللوبي الصهيوني هم اليهود و غيرهم من المسيحيين البارزين الذي يعتبرون أن انبعاث إسرائيل هو جزء من النبوءة التوراتية، ويدعمون خططها التوسعية. ويعتقدون أن الضغط على إسرائيل مخالف لإرادة الله.
وكلمة “لوبي” وحدها تعني الأفراد و الجماعات و المنظمات والإعلاميين الذين يريدون التأثير في صناعة القرار داخل هيئة أو جهة معينة. فمثلًا هناك اللوبي العربي في مجلس الشيوخ الأميركي. ويشمل اللوبي الصهيوني الكثير من أصحاب الشركات والمصانع العملاقة و أكثر من ٣٤ منظمة يهودية سياسية في الولايات المتحدة، تقوم بجهود مشتركة من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل أيضًا.
ويقوم اللوبي الصهيوني بالتأثير على الرأي العام من خلال المشاركة في المجتمع الأكاديمي كالجامعات و الندوات و التأثير في الإعلام وتوجيهه لنصرة الكيان الصهيوني. والأهم من ذلك، إنه يوثر على صناع القرار في معظم الدول الغربية، من خلال إنجاح مرشحين معينين للرئاسة أو مرشحين لمناصب عليا في الدولة مقابل تقديم إخلاصهم وولائهم للمشروع الصهيوني في فلسطين. و بهذا يمكننا القول أن الغرب ليس مخلصًا لإسرائيل بقدر ما هو ملفوف بحبل خناقها من خلال تحكم اللوبي الصهيوني في صناع القرار هناك.
في النهاية، علينا أن نعلم أن هناك عدة دول غربية متعددة بدأت تعترف بالدولة الفلسطينية كالنرويج وإيرلندا وإسبانيا. ومن الجدير بالذكر أن هذه الدول متحررة من قيود اللوبي الصهيوني، فلا يوجد تأثير له على ساستها ولا سياستها.