سجود التلاوة أو سجدة التلاوة هو: السجود الذي يكون مسببًا عن تلاوة آية من آيات السجود. وآيات السجود في القرآ ن الكريم: (خمس عشرة آية)، وهو سجدة واحدة.
حكم سجود التلاوة سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، فإذا مرَّ الإنسان بآية سجدة فليسجد سواء كان يقرأ في المصحف، أو عن ظهر قلب، أو في الصلاة، أو خارج الصلاة. وأما السُنة المؤكدة فلا تجب ولا يأثم الإنسان بتركها؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب أنه قرأ السجدة التي في سورة النحل على المِنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأُخرى فلم يسجد، ثم قال: «إن الله لم يفرِض علينا السجودَ إلا أن نشاء»، وذلك بحضور الصحابة رضي الله عنهم.
حكم سجود التلاوة لمن ليس على طهارة ولم يستقبل القبلة
والسنة استقبال القبلة إذا تيسر ذلك، وسجدة التلاوة ليست مثل الصلاة، بل هي خضوع لله، وتأسٍّ برسوله ﷺ فلا يشترط لها شروط الصلاة؛ لعدم الدليل على ذلك، ولأنه ﷺ كان يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه، فإذا مرَّ بآية السجدة سجد وسجدوا معه، ولم يقل لهم: لا يسجد إلا مَن كان على طهارةٍ. والمجالس تجمع مَن هو على طهارةٍ، ومَن هو على غير طهارةٍ، فلو كانت الطهارة شرطًا لنبههم النبي ﷺ إلى ذلك؛ لأنه ﷺ أفصح الناس، وقد أمره الله بالبلاغ، ولو كانت الطهارة شرطًا في سجود التلاوة لأبلغهم بذلك ولو بلغهم لنقلوا ذلك لمن بعدهم، كما نقلوا عنه سيرته وأحاديثه عليه الصلاة والسلام.
فإذا كان القارئ في الطائرة أو السيارة أو الباخرة، أو على دابة في السفر، فإنه يسجد إلى جهة سيره، كما كان النبي ﷺ يفعل ذلك في أسفاره في صلاة النافلة، وإن تيسر له استقبال القبلة حال صلاة النافلة عند الإحرام ثم يتجه إلى جهة سيره فذلك أفضل؛ لأنه ثبت ذلك عن النبي ﷺ في بعض الأحاديث. والله ولي التوفيق.
و لا يشترط، سجود التلاوة خضوع لله مثل التسبيح والتهليل لا يشترط فيه سجود الصلاة، هذا هو الصحيح، فلها أن تسجد وللرجل أن يسجد وهو على غير وضوء، ولها أن تسجد وهي مكشوفة الرأس؛ لأنه خضوع لله مثلما تقرأ القرآن تسبح وتهلل وهي مكشوفة الرأس، لا حرج عليها في ذلك.