الجواب:
قد يظن البعض أن مريم أم عيسى -عليه السلام- نبية لقولنا “مريم -عليها السلام- ولأنها تحدثت مع الوحي جبريل -عليه السلام -. وفي الحقيقة، هي تعتبر صدّيقة، فقال تعالى: “مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ”
و مرتبة الصديقيين مختلفة عن مرتبة الأنبياء لقول الله تعالى: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا”
وقد قال الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ” فهذا حصر بأن النبوة مختصة بالرجال فقط. وقد تكون الآية تحمل معنى استثناء النبوة من الملائكة. وحتى هذا التفسير لا يتعارض مع كون الأنبياء رجالًا فقط . وأقرَّ الله أنَّه لو أَرْسَل للبَشَر مَلَكًا لَجَعَلَهُ رَجُلاً قَالَ تَعَالَى: “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ”
ونهايةً، فقد اتفق جمهور العلماء على أنها صديقةو هو الراجح. فلا بأس في قولنا مريم -عليها السلام- فهي بالنهاية صالحة من الصالحين.