لماذا لو عاد الكفار للدنيا لعادوا للكفر؟

قال -تعالى-: (وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (28) وَ قالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) [سورة الأنعام]

أولًا علينا أن نعلم أن هذه الآيات تكمن روعتها في حديث الله عن شيء مستحيل لن يحدث أبدًا، لكنه -سبحانه وتعالى- يعلم إن حدث، كيف سيحدث.

بدايةً، سيكون فهمنا للآية أن الله -تعالى- يقول لنا أن الكفار عند رؤيتهم للنار وإدراكهم أنها حقيقة بعد تكذيبهم لها في الدنيا، أيقنوا أنهم كانوا على خطأ.

لكن في الحقيقة أن الله يخبرنا أن هؤلاء الكفار لن يتعظوا أبدًا، لأن مشكلتهم ليس الكفر وعدم الإيمان بالله والتصديق باليوم الآخر، بل مشكلتهم هي العناد في الكفر. كما علينا أن نعلم أن عدم العبودية لله و اتباع الأهواء تدفع الإنسان للتمرد ضد الحق حتى بعد رؤيته وإدراكه بأنه حقيقي وصحيح.

لذلك يقول الله تعالى في سورة الحجر (رُّبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) بمعنى أن الكفار يترددون في الكفر أحيانًا ويفكرون بالإيمان. ولكنهم يخفون ذلك عمن حولهم ومن ثم يستقرون إلى عدم الإيمان. وهذا يؤكد قول الله فيهم أن مشكلتهم العناد في الكفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top