مجرد السرحان في الصلاة مع الإتيان بالأركان والواجبات ليس من مبطلات الصلاة على الصحيح، ولا يترتب عليه سجود سهو أيضًا إذا لم يعمل ما يوجبه أو يسن له.
ولمزيد الفائدة نذكرهنا كلام أهل العلم عن حكم صلاة من يسرح أثناءها وعلاج ذلك، ففي فتاوى اللجنة الدائمة جوابا لسؤال جاء فيه: أثناء أدائي للصلوات الخمس في أي فرض منها عندما أكبر تكبيرة الإحرام، وأشرع في قراءة الفاتحة دائما ما أسهو ويسرح بالي خارج المسجد حتى انتهائي من الصلاة.. فأجابت: صلاتك صحيحة إذا كنت قد أديت فرائض الصلاة وواجباتها، ونصيحتنا إليك أن تدافع الشيطان عن نفسك ما استطعت، وبكل قوة، حتى تذهب عنك هذه الوساوس، وتبطل كيد الشيطان.
وفي مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: إذا غلبت الهواجس على المصلي فما حكم صلاته؟ وما طريق الخلاص منه؟ فأجاب بقوله: الحكم في هذه الحالة أن الإنسان إذا غلب على صلاته الهواجس في أمور الدنيا، أو في أمور الدين، كمن كان طالب علم وصار ينشغل إذا دخل في الصلاة بالتدبر في مسائل العلم، إذا غلب هذا على أكثر الصلاة فإن أكثر أهل العلم يرون أن الصلاة صحيحة، وأنها لا تبطل بهذه الوساوس، لكنها ناقصة جداً فقد ينصرف الإنسان من صلاته، ولم يكتب له إلا نصفها، أو ربعها، أو عشرها أو أقل، أما ذمته فتبرأ بذلك ولو كثر، لكن ينبغي للإنسان أن يكون حاضر القلب في صلاته، لأن ذلك هو الخشوع، والخشوع هو لب الصلاة وروحها، ودواء ذلك أن يفعل الإنسان ما أمر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يتفل عن يساره ثلاثاً، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فإذا فعل ذلك أذهبه الله وإذا كان مأموماً في الصف، فإن التفل لا يمكنه، لأن الناس عن يساره، ولكن يقتصر على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإذا فعل ذلك وكرره أذهب الله ذلك عنه.