أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (عيد الأضحى)، وهي: اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. وهي جزء من أيام الحج التي يؤدي فيها الحجاج شعيرة رمي الجمرات، وتُعد من الأيام المعدودات التي ذكرها الله تعالى في قوله:
“وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ” [البقرة: 203].
في هذه الأيام، يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث: الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى، كل واحدة بسبع حصيات، بعد الزوال (أي بعد وقت الظهر). ويُرمى كل يوم بنفس الترتيب، ويُستحب أن يكبّر مع كل حصاة، قائلاً: “الله أكبر”.
والرمي يرمز إلى طرد الشيطان ورفض وساوسه، وهو تذكير للمسلم بأن الحياة مليئة بالابتلاءات التي تحتاج إلى عزيمة وثبات في مواجهة الشهوات والضلالات.
يجوز للحاج أن يتعجل، فيغادر منى بعد يومين من أيام التشريق (أي بعد اليوم الثاني عشر)، أو أن يتأخر إلى اليوم الثالث عشر، وكلاهما جائز، قال الله تعالى:
“فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى” [البقرة: 203].
وفي هذه الأيام المباركة، يُستحب الإكثار من ذكر الله، والتكبير بعد الصلوات، والدعاء، والتضرع، فهي أيام عبادة وفرصة عظيمة للتقرب إلى الله.